📁 آخر الأخبار

فضل سورة الفاتحة في الصلاة

 فضل سورة الفاتحة في الصلاة


شرح الحديث :

أَخْبَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الله تعالى قال في الحديث القدسي: قسمت سورة الفاتحة في الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، لي نصفُها، وله نصفُها.

فنصفُها الأول: حمدٌ وثناءٌ وتمجيدٌ لله، أجزيه عليه خير الجزاء.

ونصفُها الثاني: تَضَرُّعٌ ودعاء، أستجيب له وأعطيه ما سأل.

فإذا قال المصلي: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله: أثنى عليَّ عبدي فمدحني واعتراف لي بعموم الإنعام على خَلْقي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال الله: مَجَّدني عبدي، وهو الشرف الواسع.

فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال الله: هذا بيني وبين عبدي.

فالنصف الأول من هذه الآية لله وهو: (إياك نعبد) وهو اعتراف بالألوهية لله، والاستجابة بالعبادة، وبه ينتهي النصف الذي لله.

والنصف الثاني من الآية وهو للعبد: (إياك نستعين) طلب العون من الله، ووعده بالإعانة.

فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، قال الله: هذا تضرُّع ودعاء من عبدي، ولعبدي ما سأل، وقد أجبتُ دعاءه.  

** من فوائد الحديث :

▪1- هذا الحديث مما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه، ويسمى بالحديث القدسي أو الإلهي، وهو الذي لفظه ومعناه من الله، غير أنه ليست فيه خصائص القرآن التي امتاز بها عما سواه، من التعبد بتلاوته والطهارة له والتحدي والإعجاز وغير ذلك. 

▪2- عظم شأن الفاتحة فقد سماها الله تعالى (الصلاة). 

▪.3- بيان عناية الله تعالى بعبده، حيث مَدَحَه بسبب حَمْدِه وثنائِه وتمجيدِه، ووَعدَه أنْ يُعطيَه ما سأل. 

▪4- اشتملت هذه السورة الكريمة، على حمد الله، وذكر المعاد، ودعاء الله، وإخلاص العبادة له، وسؤال الهداية إلى الصراط المستقيم، والتحذير من مسالك الباطل. 

5- استشعار المصلي هذا الحديث -اذا قرأ الفاتحة- يَزيدُ مِن خشوعِه في الصلاة. 

▪فائدة :

يقول الإمام ابن القيم في كتابه أسرار الصلاه (صـ ٢٢):

 ينبغي بالمصلي أن يقف عند كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة ينتظر جواب ربِّه له

 وكأنه يسمعه وهو يقول : ( حمدني عبدي ) إذا قال : ( الحمد لله رب العالمين ) .

 فإذا قال : ( الرحمن الرحيم ) وقف لحظةً ينتظر قوله: ( أثنى عليَّ عبدي ) .

 فإذا قال : ( مالك يوم الدين ) انتظر قوله :

 (مجَّدني عبدي ) .

 فإذا قال : ( إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين ) انتظر قوله تعالى : ( هذا بيني وبين عبدي ) .

 فإذا قال : ( اهدنا الصرٰط المستقيم ) إلى آخرها انتظر قوله : ( هذا لعبدي ، ولعبدي ما قال) . انتهي

** قلت ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله على لسان ربه سبحانه -كما تقدم- وثبت أيضاً من فعله صلي الله عليه وسلم ففي سنن الإمام أبو داود بإسناد صحيح : - باب كيف كانت قراءة النبي- عن المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : ((قراءةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ملِكِ يومِ الدِّين) يقطعُ قراءتَهُ آيةً آيةً )). وفي رواية الترمذي : (( ..ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا)) والله الموفق.

تعليقات