الوقاية من الشيطان
علَّم رَسولُ اللهِ ﷺ أُمَّتَه كيف يَتجنَّبون أذى الشَّيطانِ ، وما يضُرُّهم في دُنياهم وآخرتِهم ، فجاءتِ النَّصائحُ النَّبويةُ لتكونَ بمَنزلةِ قَوانينِ السَّلامةِ للمُحافَظةِ على مَصالحِ المسلمينَ ، كما أخبر النبيُّ ﷺ في هذا الحديثِ ؛ فقال : (إذا كان جُنحُ اللَّيلِ أو قال : أمسَيْتُم) أي : إذا دخَلْتُم في المساءِ ، وجُنْحُ اللَّيلِ : أوَّلُ ظلامِه.
(فَكُفُّوا صِبْيانَكُمْ ؛ فإنَّ الشَّياطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ) أي : فامنَعوهم من الانتشارِ ومِن الخروجِ من البُيوتِ في ذلك الوقتِ ؛ لأنَّ هذا وقتُ انتشارِ الشَّياطينِ ، تذهَبُ وتجيءُ مِن بدايةِ مَغِيبِ الشَّمسِ إلى ذَهابِ ساعةٍ مِن اللَّيلِ.
(فإذا ذَهَبَ ساعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخلُّوهُمْ) أي : اتركوهم ؛ وليس المقصودُ من السَّاعةِ السَّاعةَ المعهودةَ الآنَ التي تساوي ستين دقيقةً ، بل المرادُ جزءٌ من الوقتِ.
(فأغْلِقُوا الأبْوابَ ، واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ؛ فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَفْتَحُ بابًا مُغْلَقًا) فإنَّ اللهَ لم يُعطِه القوَّةَ على ذلك ، وإنْ كان أعطاهُ القدرةَ والقوَّةَ على غيرِ ذلك مِن الأمورِ.
(وأَوْكُوا قِرَبَكُمْ واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ) وإيكاءِ القِرَبِ ، وهو شَدُّ رُؤوسِها بالرِّباطِ ؛ والقِرَبِ جمع القِرْبَة وهي وعاء أو كيس من جلد تستخدم عادةً لحفظ الماء وتبريده.
(وخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ولو أنْ تَعْرُضُوا عليها شَيئًا) أي : غطوا آنيتكم ولو بوضْعِ عُودٍ أو عصًا على عرْضِها.
(وأَطْفِئُوا مَصابِيحَكُمْ).