من هو حفص عن عاصم الذي نقرأ بروايته؟

رواية حفص عن عاصم

ورواية شعبة عن عاصم

لو فتحت المصحف ستجده مكتوب برواية حفص عن عاصم، واحنا بنقرأ برواية حفص، وبنسمع رواية حفص، ونلتزم أحكام الرواية!! ...

والكثير منا ربما لا يعلم من هو حفص ومن هو عاصم؟!

عاصم هو شيخ حفص الذي تلقى حفص عنه الرواية وأقرأ بها وتلقاها الناس حتي وصلت إلينا ...

من هو الإمام عاصم؟

عاصم بن أبي النجود من الكوفة بالعراق

أحد القراء السبعة وتابعي جليل.

قرأ عاصم على شيخه :

أ_ أبي عبدالرحمن السلمي الضرير.

ب_ زر بن حبيش.

وكلاهما قرأ على :

1_عبدالله بن مسعود

2_ عثمان بن عفان

3_علي بن أبي طالب

وقرأ السُّلمي أيضا على:

4_ أبي بن كعب

5_زيد بن ثابت

كل الخمسة قرءوا على رسول الله ﷺ وهو عن جبريل عن رب العزة تبارك وتعالى"

عاصم :

هو الإمام الذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبدالرحمن السلمي.

_رحل إليه الناس للقراءة من شتى الآفاق بين الفصاحة والتجويد والإتقان والتحرير.

_كان أحسن الناس صوتا بالقرآن الكريم.

_قال أبوبكر بن عياش

(وهو شعبة أحد رواته):

لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود وكان عالما بالسنة لغويا نحويا فقيها.

وقال (شعبة) قال لي عاصم: مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن الكريم فما أخطأت حرفا!

روى القراءة عنه راويان :

١_ (شعبة) أبو بكر شعبة بن عياش.

٢_حفص بن سليمان

وهما أشهرُ الرواةِ عنه، ورَوي عنه خلقٌ لا يُحصى عددهم!

سئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال: رجل صالح خير ثقة

وقد سئل أيضا: أيُّ القراءات أحب إليك؟ فقال:

"قراءة أهل المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم"، وفي رواية (أهل الكوفة يختارون قراءته وأنا اختارها).

_قال شعبة: دخلت على عاصم وقد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ﴾

[الأنعام: 62]،

يحققها كأنه في الصلاة لأن تجود القرآن صار فيه سجية!

_توفى رحمه الله آخر سنة 127 - سبعة وعشرون ومائة ودفن (بالسماوة) في اتجاه الشام.

فجزاه الله عنا وعن المسلمين أحسن الجزاء.

من هو حفص رضي الله عنه:

هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن أبي داود الأسدي الكوفي.

كنيته أبو عمر - ولد سنة تسعين هـ 90 هجرية.

أخذ القراءة عرضا وتلقينا عن عاصم - وكان ربيبه -

يعني ابن زوجته- .

قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ونزل بغداد فأقرأ بها وجاور بمكة فأقرأ بها أيضا.

قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان.

قال أبو هاشم: كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحا على شعبة بضبط الحروف.

قال الذهبي: هو في القراءة ثبت ضابط..

روي عن حفص أنه قال: قلت لعاصم أن أبا بكر (شعبة) يخالفني في القراءة!

فقال: أقرأتك بما أقرأني به أبو عبدالرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه،

وأقرأت شعبة بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.

سند حفص...

قرأ حفص علي عاصم وهو عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عن النبيﷺ عن جبريل عن رب العزة تبارك وتعالى.

ولا زال حفص يقريء الناس بعده حتي قرأ عليه خلق كثير ...

_روى القراءة عنه عرضا وسماعا خلق كثير منهم عمرو بن الصباح وعبيد بن الصباح وغيرهم.

توفى رحمه الله سنة 180هـ "ثمانين ومائة" على الصحيح غفر الله لنا وله وللمسلمين قاطبة بمنه وكرمه آمين -

كيف وصلت إلينا الرواية؟

وصلت إلينا عن طريق التلقي ممن قرأ على حفص ثم فلان ثم فلان، وهذا يسمي بالطريق،

وقد قرأ حفص على عاصم عن الصحابة ... على رسول الله ﷺ عن جبريل عن رب العزة تبارك وتعالى"

ولأنها أشهر رواية في العالم الإسلامي الآن فوجب علينا أن نعلم، أن لها طريقان...

_طريق الشاطبية....

_طريق طيبة النشر ..

الإمام الشاطبي ذكر في كتابه المنظومة الشاطبية طريقا واحدا وهي أشهر طريق للرواية ويحفظ به الكثير وأشهر مافيه من أحكام هو: توسط المد المنفصل...

أما الإمام ابن الجزري؛ فقد جمع في منظومته طيبة النشر للإمام حفص حوالي 52 طريقا من كتب القراءات جميعا.... وزاد عليها العلماء بعده 5 طرق لتصبح 58 طريق بالإضافة لطريق الشاطبية. ..

وأشهر الطرق التى في الطيبة تتميز ب قصر المد المنفصل ...

لماذا رواية حفص في عصرنا الحالي هي الأوسع انتشارا؟ !

إن رواية حفص يسيرة سهلة الأداء، والنفس ترغب في التيسير، والرواية ليس فيها عمل كثير إضافي كغيرها من قراءة الكوفيين؛ فضلاً عن غيرهم.

طباعة المصاحف برسم قراءة حفص؛ عاملاً أساسًا في انتشار هذه الرواية على مر العصور، وخاصة في هذا العصر .

الإذاعات والمرئيات بمختلف أنواعها؛ من القديم إلى الحديث كان الغالب فيها إذاعة رواية حفص، وهذا شيء ملحوظ ومشاهد، وكان أول تسجيل صوتي للقرآن الكريم في العالم الإسلامي بصوت الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله برواية حفص.

تدريس القرآن برواية حفص في المدارس والمعاهد والجامعات والكتاتيب في أغلب الأقطار.

هناك سبب لعله هو أقوى الأسباب وأهمها: أن الله عزَّ جلَّ قد وضع لهذه الرواية القبول والإقبال، لأسباب نعلمها أو لا نعلمها؛ فهي مع ذلك لا تنفي القراءات الأخرى وأهميتها، ولا تحط من شأنها فكلٌّ كلام رب العالمين، وترتيل من حكيم حميد،

والله تعالى وأعلم