📁 آخر الأخبار

وصايا جامعة ونصائح نافعة في طرائق الاجتهاد واستثمار العبادة في ليلة القدر

 ( وصايا جامعة ونصائح نافعة في طرائق الاجتهاد واستثمار العبادة في ليلة القدر )


- أفضل ما يبتدىء به المسلم هو ترقب ليلة القدر وحسن الإستعداد لها قبل دخولها وذلك بالحرص على الإتيان بأذكار المساء قبل غروب شمس ليلتها - بخشوع وتدبر - والتي منها قولك : ( أمسينا وأمسى الملك لله ..) وتدبر معنى قولك : 

( اللهم إني أسألك خير ما في هذه الليلة ..) واستحضر معنى هذا الخير وأن أفضله وأعظمه أن يوفقك الله فيها لطاعته وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منك صالح عملك وأن يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وأن يجعلك من عتقائه في هذا الشهر الفضيل ..

- استحضار النية الصالحة وتحقيقها مع الإرادة الصادقة والعزم الجازم على إحياء هذه الليلة على الوجه الذي يرضي رب العالمين بحيث لا تمر ساعة إلا وأنت قائم تصلي أو جالس تذكر أو على جنب تستغفر وشعارك في ذلك : ( وعجلت إليك ربي لترضى ) وأن مابقي من رمضان خير مما مضى وأنك لو أحسنت فيما بقي يُغفر لك ما مضى ( فالعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات .. )

- استحضار واستصحاب التوبة النصوح طيلة تلك الليلة وهي التوبة الصادقة الخالصة الجامعة التي تعم وتشمل جميع الذنوب والمعاصي والآثام صغيرها وكبيرها دِقّها وجُلها سِرَّها وعلانيتها ماعلِمتَ منها ومالم تعلم دونما أي استثناء أو تسويف أو تأخير ..

- استحضار أنّ العبادة في هذه الليلة خير وأفضل من عبادة ألف شهر - أي ما يزيد على ثمانين سنة - لو قبلها الله - وأنّ ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ) متفق عليه ..

- استحضار معنى إيماناً واحتساباً  : 

- فـ( إيماناً ) : أي إيمانا بالله ورسوله وتصديقا بمشروعية قيام ليلة القدر وما أعد الله تعالى فيها للقائمين من جزيل الثواب ..

- و( إحتساباً ) : أي طلباً للأجر والثواب بأن يقومها إخلاصاً لوجه الله تعالى لا رياءً ولا سمعةً ولا تقليداً أو غير ذلك من المقاصد بل يقومها طيبة بها نفسه غير كاره ولا مستثقل لقيامها ..

- الحرص على أداء صلاتي الفجر والعشاء في جماعة حتى تنال بذلك أجر من صلى الليل كله لقوله صلوات ربي وسلامه عليه : ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ) رواه مسلم (٦٥٦)

- الحرص على أداء صلاة المغرب في جماعة إذ هي أول الليل وداخلة فيه وهي على رأس أعمال الليلة وليس عملا يتقرب به العبد أحب إلى الله من الفريضة لقوله صلوات ربي وسلامه عليه فيما يرويه عن ربه : ( ما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضته عليه .. ) السلسلة الصحيحة (١٦٤٠)

- الحرص على القيام مع الإمام في صلاة القيام حتى ينتهي وينصرف من صلاته وذلك لضمان أجر قيام ليلة كاملة لقوله صلوات ربي وسلامه عليه : ( إنَّ الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسب له قيامُ ليلة .. )

صحيح النسائي (١٣٦٣)

- الحرص على الإتيان بأكبر قدر ممكن من العبادات والمأمورات الشرعية من واجبات ومستحبات - حسب القدرة وما يقتضيه الحال دونما أي تكلف - حتى يتضاعف لك أجرها في هذه الليلة المباركة إلى أضعاف كثيرة : 

كتلاوة للقرآن وذكر لله وبر للوالدين وصلة للأرحام وفعل للخيرات من صدقة وبر وتوسعة على الفقير والمحتاج وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ودعوة إلى الله تعالى وغيرها من صنائع المعروف والأعمال الصالحة ..

- احرص واجتهد أن لا تأتي عليك ساعة ولا تمر عليك لحظة إلا ولسانك رطب يلهج بذكر الله إما للقرآن تالياً أو لله مسبحاً وحامداً ومهللاً ومكبراً أو مستغفراً أو داعياً أو في آلاء الله متفكراً ومتأملاً ولكتابه وآياته متدبراً ومتفهماً ..

- الاكثار من دعاء : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) الثابت من حديث عائشة رضي الله عنها وعن أبيها (السلسلة الصحيحة) (٣٣٣٧)

 وعدم الاقتصار عليه في الصلاة فحسب بل عود لسانك عليه طيلة الليلة واجعل ترديدك له كترديدك للإستغفار في شأنك كله ..

- الحرص على الإتيان بالأذكار المقيدة بعمل اليوم والليلة وكل ما له سبب وعدم الغفلة عنها في كل وقت وحين فضلاً عن موسم رابح تتضاعف فيه الأجور  :

كإلقاء السلام والرد عليه وتشميت العاطس والتسمية عند الأكل أوالشرب والحمد بعدهما وأذكار الولوج والخروج من المنزل ودخول بيت الخلاء وأذكار النوم والاستيقاظ منه وغيرها من الأذكار المشروعة والمقيدة بأسبابها وأوقاتها والتي قد يغفل عنها المسلم في موسم تتضاعف فيه الإجور و الحسنات ..

- الحرص على ختام الليلة بكثرة الاستغفار والابتهال والرجوع والإنابة إلى الله تعالى وقت السحر وذلك قبيل أذان الفجر ومحاسبة النفس والعتب عليها في ما قد يحصل منها من كسل وتقصير وفتور مع حسن ظنك بالله تعالى : 

أنه - سبحانه - لم يوفقك ويعينك على ما أنت فيه من التوفيق والاجتهاد في الطاعة إلّا وهو يريد أن يتفضل عليك ويتقبل ذلك منك بفضله وكرمه وجوده - سبحانه - فله الحمد والمنة كما ينبغيان لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..

- وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وجعلنا وإياكم ممن قام رمضان وصام شهره وقام ليلته إيماناً واحتساباً 

و جزى الله خيرا من أعان على نشر هذه السطور ..

و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

 صفحة الصحيحين البخاري ومسلم لنشر العلم النافع🌹

تعليقات