قول الزور في رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من لم يدع قول الزور والعمل به
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه
وشرابه ".
📕رواه البخاري
📍شرح الحديث📍
من حِكَم الصَّومِ ومقاصِده تحقيقُ التَّقوَى، وكَسرُ
الشَّهوةِ، وتَطويعُ النَّفسِ، وليس مقصودًا منه أن
يَمتنِعَ المسلِمُ عنِ الطَّعامِ والشَّرابِ فَقطْ، بل يَمتنِعُ
عن كُلِّ إثمٍ وشَرٍّ حتَّى تَتحقَّقَ فائدَةُ الصَّومِ من
تَهذيبِ النَّفسِ وصَلاحِها؛ ولذلك حَذَّرَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم مَن يَقتَصِرُ صيامُه على الامتناعِ
عنِ الأكلِ والشُّربِ فقط، فقال: «مَنْ لم يَدَعْ قَولَ
الزُّورِ والعَمَلَ به»، يَعنِي: مَن لم يَدَعِ الكَذِبَ والمَيلَ
عنِ الحَقِّ والعَمَلَ بالباطِلِ والتُّهمَةِ، «فلَيْسَ للَّهِ
حاجَةٌ في أن يَدَعَ طَعامَه وشَرابَه »
معناه: سُقوطُ الأجرِ، وليس مَعناه أن يُؤمَرَ بأن
يَدَعَ صِيامَه، وإنَّما مَعناه التَّحذيرُ من قَولِ الزُّورِ
أو العَمَلِ به؛ حيثُ إنَّه يكونُ سببًا في نُقصانِ أَجرِ
عِبادَةٍ من أفضَلِ العِباداتِ، يَدَعُ الرَّجلُ طعامَه
وشرابَه وشَهوتَه؛ ويَنقُصُ ثَوابَه قَولُ الزُّورِ والعَملُ
به.