من سافر لطلب الرزق موقفه من حديث انما الاعمال بالنيات
السؤال:
بارك الله فيكم. هذا المستمع س.ع.س. سوداني مقيم بالمدينة المنورة بعث بثلاثة أسئلة، السؤال الأول يقول: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. ولقد هاجرت إلى المملكة العربية السعودية طلباً للرزق، والآن أكملت هنا مدة سنة، فهل يصح لي أن أحج أو أنا من الذين ينطبق عليهم هذا الحديث؟ إذا لم يكن كذلك فما معناه إذن؟
الجواب:
الشيخ: معنى الحديث: من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. معناه أن المهاجر المسلم -وهو الذي خرج من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام- لا يخلو من حالين: إما أن يكون غرضه بذلك إقامة دينه على الوجه الذي يرضي الله ورسوله فهذا مهاجر إلى الله ورسوله وله ما نوى، وإما أن يكون مهاجراً إلى أمور دنيوية؛ امرأة يتزوجها، أو دار يسكنها، أو مال يحصله، أو ما أشبه ذلك، فهذا هجرته إلى ما هاجر إليه. وأما أنت فإنك لم تهاجر الهجرة الشرعية المرادة في هذا الحديث؛ لأنك قدمت من بلد إسلامي إلى بلد إسلامي. وغاية ما هنالك أن يقال أنك سافرت لطلب الرزق، والسفر لطلب الرزق لا يسمى هجرة، قال الله تبارك وتعالى: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ فأنت من القسم الثاني في هذه الآية؛ من الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله. وعلى هذا فليس عليك شيء فيما كسبت، ويجوز لك أن تحج، وأن تتصدق منه، وأن تبني منه مساجد، وتشتري به كتبا نافعة تنفع المسلمين بها.