في هذا الحديثِ يُبيِّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصنافَ النَّاسِ، فيقول: "تَجِدونَ النَّاسَ مَعادِنَ"، أي: أُصولًا للخَيرِ والشَّرِّ بِحَسَبِ ما جَعلَهم اللهُ مُستعدِّينَ له، وكُلُّ مَعدِنٍ يَخرُجُ مِنه ما في أَصلِه، وكَذا كُلُّ إنسانٍ يَظهَرُ مِنه ما في أَصلِه مِن شَرفٍ أو خِسَّةٍ؛ فـ"خِيارُهم في الجاهليَّةِ"، أي: أَشرفُهم فيها، ومَن كان ذا مُروءةٍ، ويَسعى بمكارمِ الأخلاقِ، والجاهليةُ فَتْرةُ ما قَبلَ الإِسلامِ؛ سُمُّوا بِه لكَثرةِ جَهالاتِهم؛ "خِيارُهم في الإسلامِ" إذا فَقِهوا، أي: أَسْلَموا وتَفقَّهوا في الدِّين، ففَهِموا أصولَه وأحكامَه.
• "وتَجِدون خَيرَ النَّاسِ في هذا الشَّأنِ"، أي: أَصْلَح النَّاسِ وأَكْفَأهم لوَلايةِ الأمورِ من إمارةٍ أو قضاءٍ أو غيرِها، "أَشْدَّهم له كَراهيةً"، أي: أَزْهدَهم فيها؛ فإنَّما تَشتدُّ الكراهةُ له ممَّن يتَّصِفُ بالعقلِ والدِّينِ لِما فيه من صُعوبةِ العَملِ بالعَدلِ وحَمْلِ النَّاسِ على رَفْعِ الظُّلمِ، ولِما يترتَّب عليه من مُطالبةِ اللهِ تعالى للقائمِ به من حقوقِه وحقوقِ عبادِه، ولا يَخفى خَيريَّةُ مَن خاف مَقامَ ربِّه.
• "وتَجِدون شَرَّ النَّاسِ ذا الوَجْهين"، أي: أَبْغضَهم إلى اللهِ تعالى وأَكْثرَهم ضررًا للمسلمين: المُنافِقَ ذا الوَجهينِ، سواءٌ كان مُنافِقًا في العقيدة يُظهِرُ الإسلامَ ويُبطِنَ الكُفْرَ، أو مُنافِقًا في سُلوكِه وأعمالِه يُظهِر المودَّةَ ويُبطِنُ الحقدَ والعَداوةَ
• الذي يأتي هؤلاء بوَجْهٍ، ويأتي هؤلاءِ بَوجْهٍ، أي: يكون عِنْد ناسٍ بكلامٍ وعِنْد أعدائهم بضدِّه، فيأتي كلَّ طائفةٍ بما يُرضيها، فيُظْهِر لها أنَّه منها ويُخلِف لضدِّها.
• في الحديثِ: فَضْلُ النَّسبِ إذا اقْتَرَن بالدِّينِ والصَّلاحِ والعِلْمِ في دِينِ اللهِ والفِقْهِ في شريعتِهِ.
• وفيه: ذمُّ النَّفاقِ وأهلِه والتَّحذيرُ مِنهم.
( الدرر السنية/ الموسوعة الحديثية /25987)
الموقع
http://sharehelqurann.blogspot.com.eg
رابط الجروب
https://www.facebook.com/groups/sharehelqurann
رابط الصفحة
رابط الصفحة
https://www.facebook.com/sharehelqurann
رابط تويتر
رابط تويتر
https://twitter.com/sharehelqurann
رابط القناه على اليوتيوب
رابط القناه على اليوتيوب
https://www.youtube.com/sharehelqurann
رابط جوجل بلس.
https://plus.google.com/+sharehelqurann
تعليقات
إرسال تعليق