قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : (( يرحمُ اللهُ نساءَ المهاجراتِ الأُّوَلِ ، لمَّا أنزلَ اللهُ : ? وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ? . شقَقْنَ مُروطَهنَّ فاختَمرْنَ بهَا ))
?? صحيح البخاري - رقم : (4758)
بِخُمُرِهِنَّ : الخِمَارُ ما يُغَطَّى بهِ الرٌَأسُ .
جُيُوبِهِنَّ : الجَيبُ هُو مَدخَلُُ الرأسِ مِنَ
الثَّوب أي : لِيُنزلْنَ الخِمَارَ الَّذِي علَى الرَّأسِ إلَى مَدْخَل الرَّأسِ مِنَ الثَّوبِ ، لِيَتَغَطَّى بِذَلكَ الرَّأسِ مَعَ الوَجْهِ والنَّحرِ وَالَّصَّدرِ .
مُروطَهنَّ : جَمعُ مِرطِ ، وَهُو الإزارُ ، وهُوَ القِطعَةُ مِنَ القُمَاشِ تُلَفُّ عَلَى النِّصفِ الأسفَلِ مِنَ الجَسَدِ .
فاختَمرْنَ بهَا : أي غَطَّيْنَ بِهَا وُجُوهَهُنَّ مَعَ الرَّأسِ وَالنَّحْرِ وَالصَّدرِ ، امْتِثَالاً لِلآيَةِ .
?? قال الشنقيطي رحمه الله :
وهذا الحديث الصحيح صريح في أن
النساء الصحابيّات المذكورات فيه فهمن أن
معنى قوله تعالى : ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) : يقتضي ستر وجوههن ،
وأنهن شققن أزرهن فاختمرن ، أي : سترن وجوههن بها ؛ امتثالاً لأمر اللَّه في قوله
تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)
المقتضي : ستر وجوههن . وبهذا يتحقّق المنصف : أن احتجاب المرأة عن الرجال وسترها وجهها عنهم ،ثابت في السنَّة الصحيحة ،المفسّرة لكتاب اللَّه تعالى .
ثم قال رحمه الله : فالعجب كل العجب ،
ممن يدّعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنَّة ما يدلّ على ستر المرأة وجهها عن الأجانب ، مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر اللَّه في كتابه إيمانًا بتنزيله ، ومعنى هذا ثابت في الصحيح ، كما تقدم عن البخاري ، وهذا من أعظم الأدلّة وأصرحها في لزوم الحجاب لجميع نساء المسلمين ، كما ترى" انتهى .
?? أضواء البيان : ( 6 / 250-251
تعليقات
إرسال تعليق