القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost]

شرح حديث من شارح القرآن

 


في هذا الحديثِ يَروِي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما أنَّهم كانوا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسألَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه عَن شَجرةٍ تُشبِهُ المسلمَ، وعدَّدَ أوصافَها فقالَ: «لا يَتَحاتُّ ورقُها»، يعني: لا يَتساقطُ، «ولا ولا ولا» يعني أنَّه ذَكرَ أوصافًا، ولكنَّ راويَ الحديثِ لم يَتذكَّرْها، «وتُؤتي أُكُلَها كلَّ حينٍ»، يعني: تُثمِرُ كُلَّما حانَ وقتُها، ففكَّرَ أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكنَّهم لم يُجيبوا، وكان ابنُ عمرَ رضِي اللهُ عنهما وقَعَ في نَفْسِه أنَّها النَّخلةُ، يعني ظَنَّ أنَّها النَّخلةُ، ولكنَّه لَمَّا لم يَجِد أحدًا مِن كبارِ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجابَ اسْتَحيَا مِنَ الإجابةِ ولم يتكلَّمْ، فلمَّا قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إِنَّها الَّنخلةُ، قال ابنُ عمرَ لأبيِه عُمرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنهما: واللهِ لقدْ وقَعَ في نفْسي أنَّها النَّخلةُ، فقالَ له عمرُ رضِي اللهُ عنه: ما مَنعَكَ أنْ تَكلَّمَ؟ فقالَ له: لم أرَكُم تَكلَّمونَ فَكرِهْتُ أنْ أتكلَّم أو أقولَ شيئًا، فقالَ عُمرُ رضِي اللهُ عنه: لَأنْ تكونَ قُلْتَها أحبُّ إليَّ مِن كذا وكذا، أي: مِن حُمرِ النَّعمِ- كما جاء في روايةٍ أخرى.

•• ونَفعُ النَّخلةِ موجودٌ في جميعِ أجزائِها مُستمِرٌّ في جميع أحوالِها؛ فِمنْ حينِ تَطلعُ إلى حِينِ تَيبَسُ تُؤكلُ أنواعًا، ثُمَّ يُنتفَعُ بِجميعِ أجزائِها حتَّى النَّوى في عَلْفِ الإبلِ، واللِّيفِ في الْحِبالِ وغيرِ ذلك.

• وفي الحديثِ: إلقاءُ العالِمِ المسائلَ الخفيَّةَ على الطَّلبةِ؛ لِيمتحِنَ أذهانَهم ويَختبرَ أفهامَهم.

• وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ الإيمانَ لا يَتِمُّ إلَّا بثلاثةِ أشياءَ: تَصديقٍ بالقلب، وقولٍ باللِّسان، وعَملٍ بالأبدان، كما أن الشَّجرةَ لا تكونُ شجرةً إلَّا بثلاثةِ أشياءَ: عِرقٍ راسخ، وأصلٍ قائم، وفرعٍ عال.

• وفيه: الأَدَبُ مع الأكابرِ والإخوانِ والأصحابِ، حياءُ الإنسانِ بحَضرتِهم، ما لم يؤدِّ إلى تفويتِ مصلحةٍ.

(الدرر السنية / الموسوعة الحديثية/13799)






رابط القناه على اليوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCMrNLtZrQ2IGYunopDhcCwA    
  رابط جوجل بلس. https://plus.google.com/+sharehelqurann




reaction:

تعليقات