015 الفقه المبسط للأطفال| الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة يعني حضور القلب وسكون الجوارح، والانكسار بين يدي الله تعالى، واستشعار عظمته وهيبته، بحيث يصلي المؤمن وكأنه يرى ربه، فإن لم يكن يراه، فإنه يعلم أن الله يراه.
وقد أثنى الله تعالى في كتابه على الخاشعين، فقال:"قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون" [المؤمنون: 1-2]، فجعل الخشوع أول صفات الفلاح للمؤمنين.
فالخشوع ليس مجرد حالة شعورية طارئة، بل هو مقام إيماني عظيم، يحتاج إلى تربية ومجاهدة، وهو ما يجعل الصلاة سببًا في تهذيب النفس وزيادة الإيمان، لا مجرد أداء حركات خالية من الحياة.
في هذه المقدمة نسلط الضوء على أهمية الخشوع، وسبل تحصيله، وآثاره على حياة المسلم، وكيف يكون مفتاحًا للسكينة والتقوى.
كيفية الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة هو حضور القلب، وسكون النفس، واستشعار عظمة من نقف بين يديه. وهو غاية يسعى إليها كل مؤمن صادق. ولتحقيق الخشوع في الصلاة، هناك عدة خطوات وأسباب عملية وروحية يمكن اتباعها، منها:
1. الإعداد للصلاة قبل الدخول فيها
الوضوء بخشوع: اجعل الوضوء فرصة للتطهر القلبي لا الجسدي فقط، وتذكّر أن الذنوب تُغسل مع كل قطرة ماء.
الذهاب للمكان الهادئ: اختر مكانًا خاليًا من الضوضاء والمشتتات.
التبكير إلى الصلاة: وعدم الانشغال بها في آخر وقتها يهيئ القلب للسكينة.
2. تفريغ القلب من الشواغل
إفراغ القلب من هموم الدنيا قبل الوقوف للصلاة، ولو مؤقتًا.
دعاء الاستفتاح: يهيئ النفس للدخول في جو الخشوع ويقطع التفكير بالمشتتات.
3. التدبر في معاني الأذكار والآيات
فهم ما يُقال: حاول أن تعرف معنى كل ما تقوله في الصلاة، مثل "الله أكبر" و"سبحان ربي الأعلى".
تدبر الآيات: عندما تقرأ الفاتحة أو سورة بعدها، استحضر أنك تناجي الله، وأن كل كلمة موجهة إليك.
4. الانتباه للجوارح
البصر إلى موضع السجود: وعدم الالتفات يساهم في تركيز القلب.
سكون الجسد: فالحركة الكثيرة علامة غفلة، والثبات يساعد على التركيز.
5. الاستحضار بأنك تقف بين يدي الله
استشعر أن الله يراك ويسمعك، وأنك تناجيه.
قال النبي ﷺ: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" [رواه مسلم].
6. الدعاء في مواضعه بخشوع
في السجود وبين السجدتين: أكثر من الدعاء بما تحب، واستحضر فقرك إلى الله.
الدعاء بعد التشهد الأخير: اجعلها لحظة مناجاة صادقة.
7. الاستعاذة عند الوسوسة
إذا شعرت بالشرود، فاستعذ بالله من الشيطان، وارجع بنية صادقة للخشوع.
وكرر الأذكار والآيات بخشوع إن اضطررت.
8. مجاهدة النفس والصبر
الخشوع لا يأتي دفعة واحدة، بل يحتاج إلى تدريب ومجاهدة.
كلما سقطت في الغفلة، ارجع لله، وابدأ من جديد.
خلاصة:
الخشوع في الصلاة ثمرة من ثمار الإيمان، وهو يتطلب استعدادًا من القلب والجسد واللسان. ليس المطلوب الكمال، بل الاستمرار في السعي. ومن أخلص لله في طلب الخشوع، أعانه الله عليه.