بر الوالدين
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء : 23]
(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) هنا ضمن التوحيدين توحيد العبادة وتوحيد الاتباع
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وحده لا شريك له ولذلك حتى شرك الارادات النبي صلى الله عليه وسلم حذر الامة منه. عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم هو كدبيب النمل قال النبي صلى الله وعليه وسلم ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح الدجال قال الشرك الخفي كدبيب النمل في هذه الامة وهو شرك الارادات والنيات. ويسير الرياء كفر. قال (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) بر الوالدين عبادة ام لا ? عبادة فما وجه العطف هنا?
ان هذا عطف خاص على العام وعطف الخاص على العام فيه التأكيد. وايضا عطف ما كان فيه جبلة مع العبادة يشوبهما الجبلة والعبادة قد يبر بوالديه جبلة لا عبادة. فلفت الانتباه الى انه ولو كان جبلة فلا بد ان يكون عبادة . الميل الفطري بين الرجل وبين والديه وبين الوالد وبين ابنه في الحنو والميل الفطري لابد ان يكون لله لذلك هذا تربية للانسان على قول النبي صلى الله عليه وسلم وان كان السند فيه ضعف لكن المعنى صحيح لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به فهنا عطف خاص على عام يدل على التأكيد والتعظيم وايضا فيه لفت الانتباه الى ان العبادات التي جاءت على هوى الانسان او مالت مع جبلته وجب ان يمحضها لربه جل في علاه فهو يبر بوالديه لله لذلك يتحمل منهم ما يتحمل من اساءة ومن ظلم وايضا من شرك وكفر لانه امره بالبر حتى ولو كان كافرين قال ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) ولذلك قالت اسماء رضي الله عنها وارضاها للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي أتت يعني المدينة وهي تطمع أن أصلها أفاصل أمي? قال صلي أمك. وبر الوالدين من افضل الطاعات
والمهلكات العقوق بضدها تتباين الاشياء. قال النبي صلى الله عليه وسلم إن عقوق الوالدين من المهلكات عندما قال اجتنبوا السبع الموبقات وقال وعقوق الوالدين .و لا يدخل الجنة عاق ولا قاطع للرحم بحال الاحوال يعني اذا كان قاطعا للرحم فهو ان يكون عاقا من باب اولى فلا يدخل الجنة. وبر الوالدين انت تعلم بما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) وايضا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أراد أن يبارك له في رزقه وأن ينسأ له في عمره فليصل رحمه ) وأعظم الناس برا او صلة الوالدان. ولا ينقطع البر بحال حتى بعد الموت لان من حسن العهد ومن حسن الايمان والوفاء. بر ود ابيه بعد الموت. ولذلك ابن عمر رضي الله عنه وارضاه رأى اعرابيا فهاله فقام عممه بعمامته والبسه قميصه فلما سئل عن ذلك قال هذا عربي يرضى بشربة ماء ماذا فعلت? قال يعني من الصلة ان يصل المرء ود ابيه وهذا كان يوده عمر رضي الله عنه وارضاه. فبر الوالدين من افضل الطاعات لما حمل رجل يمني امه وطاف بها. فنظر ابن عمر قال اتراني قد وفيت? قال ولا بزفرة من زفراتها. ولا بطلقة من طلقاتها وهي تلد فبر الوالدين من افضل الطاعات. ومن افضل القربات ومن اصلح الصالحات. قال النبي صلى الله عليه وسلم أحي والداك? قال نعم. قال ففيهما فجاهد وقال ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما. سبحان ربي العظيم. لا يعرف قيمة الوالدين الا من فقد الوالدين
الغرض المقصود بر الوالدين من افضل الطاعات. ومن اراد ان يدخل الجنة فعليه ببر الوالدين صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وقال ءامين ءامين ءامين ثلاثة ثم لما سئل عن ذلك قال أتاني جبريل فقال رغم انف كان له والدان ولم يدخل فيهما الجنة فابعده الله. قال قل ءامين. قال قلت ءامين. الغرض المقصود بان بر الوالدين من افضل الطاعات. ومن ابر البر ان يبر الرجل والديه وود والديه. وقد قرن بر الوالدين بالتوحيد دلالة واضحة على عظم هذه العبادة ومكانة هذه العبادة.
( وبالوالدين إحسانا ) والاحسان اليهما احسانا واكراما وتوقيرا وتفضيلا ومن اعظم الاحسان السماع لهما و فعل اطيب ما يحبون منك لهما وايضا السعي حثيثا الى الدعاء لهما والى جرهما الى رضوان ربهما هذه من افضل ما يكون برا بالوالدين.
قال ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ) انظر الى التربية في القرآن لم ذكر الكبر هنا? بعدما ذكر ان افضل الطاعات على الاطلاق هي بر الوالدين وذكر وصفا مقيدا قال ( يبلغن عندك الكبر) ?لم لان في الكبر قد يكون الخرف ويكون المرء اذا صار كبيرا فهو في اعواز وحاجة الى المساعدة في كل صغير وكبير ودقيق وجليل وترون كثير من الذين لا يطيقون ذلك يذهبون بالوالدين الى دار المسنين اف وتف على امثال هؤلاء. واعوذ بالله من من يفعل هذا لكن سبحان ربي العظيم ان الله يختبر العباد بذلك فيكون كبيرا فيكون فيه ما فيه من ضيق الخلق وايضا من الاعواز والحاجة فقال لا تقل لهما أف
والمعنى كن على البر وبالغ ولا تسيء اليهما ولو بكلمة اف. وهذه اقل ما يكون ايذاء واساءة . وهذه دلالة على عظمة الطاعة في بر الوالدين
قرأ حمزة والكسائي وخلف يبلغان على التثنية والباقون يبلغن لذلك قال ( أحدهما أو كلاهما)
( ولا تنهرهما) اي لا تتكلم معهما ضجرا يعني بصراخ بصوت عالي يعلو صوتهما. فان في ذلك سوء الادب وعدم البر. وقيل لا تنفض يدك عليهما. وايضا تأتي بمعنى ولا تنهرهما ولا تزجر واحدا منهما.وكما قلنا فيهما حسن الادب معهما .
( وقل لهما قولا كريما) وقل لهما قولا لطيفا يعني مهذبا كريما ومنها ان تكني اباك ان تكنيه من الادب والتوقير والتعظيم وامك وقد تتحبب اليهما باخي واختي ممكن تتحبب اليهما بذلك تحببا وتلطفا وان تمازحهما لكن قلنا مع عدم اساءة الادب مع عدم ازالة التوقير والتبجيل . يبقى لنا ان نقول امور ليست من البر حتى لا يحسبها المرء من البر. اذا منعك الوالدان من طلب العلم ليس هذا من البر. بل من البر ان تبقى متعلما. انما الطاعة في المعروف. وايضا ان امره بتطليق زوجه. فقال ابن المسيب اسس اساسا عظيما. قال ان كان ابوك مثل عمر فافعل مثل فعل ابن عمر فليس لك ان تطلق ان كانت صالحة مطواعة دينة ولكن وفق بينهما وحاول ان تبرا بهما. اما ان كان غير ذلك وكنت تعلم انهما ما نصحا الا للرشد وعلم انها ليست من الدين بمكان فلك ان تسمع لهما وتطيعهما. اخر المسألة وهي ان يطلب منك المال وهو غني ثري ويأخذ منك مالك بداعي انت ومالك لابيك. ليس من البر هذا وانت ومالك لابيك حين الاعواز والنفقة والا فلا.
الفوائد المستنبطة
فضل التوحيد