القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost]

قصة مُحمد بن مَسْلمة حارس النبي صلى الله عليه وسلم

 قصة مُحمد بن مَسْلمة حارس النبي صلى الله عليه وسلم 



هو مُحمد بن مَسْلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج ،أمه: أم سهم، واسمها: خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب، وكان يُكنَّى أبا عبد الله.

👈إنه حارس النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي كان لا يفارقه، حتى قالوا عنه: أينما تجد ناقة النبي؛ تجد “محمد بن مَسلمة”.. فقد كان لا يترك مِقْوَد دابة النبي؛ولما دخل النبي – صلى الله عليه وسلم – مكة، وطاف بالكعبة، كان “مُحمّد بن مَسْلَمة” رضي الله عنه، هو الذي يمسك بزمام ناقته.أمَّره النبي صلى الله عليه وسلم على نحو (15) سرية، وكان يرسله ليأتي بالصدقات من الإمارات الإسلامية.

🧨عندما قامت الفتنة الكبرى بعد مقتل عثمان بن عفان – رضي الله عنه – كسَّرَ سيفه، واتخذ لنفسه سيفًا من خشب، وبنى لنفسه بيتًا صغيرًا اعتزل فيه.

– كان “محمد بن مَسلمة” أسمر شديد السُمرة، طويل القامة، أصلع الرأس، ضخم الجسم، وقورًا ، أسلم بالمدينة على يد مصعب بن عمير، وآخَى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشهد بدرا، وأُحُدا، وكان فيمن ثبت مع رسول الله يومئذٍ حين ولّى الناس، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما عدا غزوة تبوك التي استخلفه فيها رسول الله على المدينة

🏆 استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة غزوة أُحُد، على الحرس فِي 50 رجلا يطوفون بالعسكر، وفي صباح اليوم التالي شارك في المعركة ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم،  وظل معه حين اضطرب حال المسلمين، وعندما جُرح النبي صلى الله عليه وسلم وعطش عطشا شديدا، خرج محمد بن مسلمة يطلب من النساء ماءً فلم يجد عندهن ، فاخترق الصفوف،  حتى وصل إلى قناة ماء، وأتى النبي بماءٍ عذب، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا له بخير.

🪂كان عمل “محمد بن مسلمة” يعادل في أيامنا هذه وظيفتي: الشرطة العسكرية والاستطلاع، يحرس الجيش في الميدان ليلا، ويكشف الطريق ويفتحها أمام الجيش أثناء انتقاله، يُلقي القبض على المجرمين، ويعاقب القتلة، كما كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم رسائله إلى القبائل...

🛑  قتلُ الشاعر كعب بن الأشرف

كان الشاعر “كعب بن الأشرف” زعيمًا من زعماء بني النضير، وقد قاد حربًا ضروسًا ضد المسلمين، وكثيرًا ما صرَّح بسبِّ الله وسبِّ الرسول الكريم ، ولم يكتفِ بهذا الأمر، بل ذهب ليؤلِّب القبائل على الدولة الإسلامية، وذهب أيضًا إلى مكة المكرمة، وألّب قريشًا على المسلمين، وبدأ يتذاكر معهم قتلاهم في بدر، بل فعل ما هو أشد من ذلك  – وهو من اليهود ويعلم أن الرسول مُرسَل من رب العالمين – فعندما سأله القرشيون وهم يعبدون الأصنام، قالوا له: “أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه؟ وأيُّ الفريقين أهدى سبيلاً؟”، فقال الكافر: “أنتم أهدى منهم سبيلاً”.

وفي ذلك أنزل الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاَءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً} [النساء: 51].

وهذا الكلام الذي قاله كعب لقريش شجَّعهم على حرب المسلمين، بل فعل هذا الكافر أمورًا تخرج عن أدب العرب ، فقد بدأ يتحدث في أشعاره عن نساء الصحابة رضي الله عنهن . وهنا كان قرار النبي صلى الله عليه وسلم، الحاسم الحازم: “مَنْ لِي بِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ؛ فَإِنَّهُ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟”.. فقام  وقال: أنا يا رسول الله، ونجح ابن مسلمة في مهمته، وقتله. مخلصا دولة الإسلام الوليدة من أحد ألدِّ أعدائها.

💪  رجل المهمّات الصعبة

كان “محمد بن مسلمة” دائما في مقدمة الصفوف المقاتلة المجاهدة، وعندما كان قائدا لقوات الاستطلاع الإسلامية على مقربة من مكة، قبيل توقيع صلح الحديبية بين المسلمين ومشركي قريش في العام السادس للهجرة، وكانت قريش قد بدأت تفكر جديا في الصلح، فأرادت مجموعة من شباب قريش أن يقطعوا كل طريق للصلح، وعملوا على فرض القتال على المسلمين وعلى قريش، فقامت هذه المجموعة وهم حوالي 50 من المشركين بالتسلل لمعسكر المسلمين ليلا، وكان “محمد بن مسلمة” ومجموعته في انتظارهم، فاعتقلهم جميعا، وساق الصيد الثمين إلى رسول الله، فأمر صلى الله عليه وسلم بإطلاقهم تأكيدا لنيته في الصلح، ونزل في ذلك قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) الفتح: 24

⏪️مات – رضي الله عنه – سنة 43 هـ ، بالمدينة المنوّرة التي لم يستوطن غيرها، وَصلَّى عليه مروان بن الحكم (أمير المدينة في العهد الأموي).. وترك من الولد 10 ذكور و6 بنات.

—————————–

من المصادر:

– أسد الغابة في معرفة الصحابة – ابن الأثير.

– رجال حول الرسول – خالد محمد خالد


reaction:

تعليقات