مكفرات الذنوب
خُلِقَ الإنسانُ ضَعيفًا، يُخطِئ ويُذنِبُ، ويَغلِبُه الشَّيطانُ والنَّفسُ، وقدْ جعَلَ اللهُ تعالى له أُمورًا تُكفِّر السيِّئاتِ إذا اجتَنبَ الكَبائِر، ومنها ما ذَكرَه النبيُّ ﷺ في هذا الحديثِ، حيثُ قال: «الصَّلواتُ الخَمسُ»، أي: كُلُّ صلاةٍ إلى التي تَليها، «والجمُعَةُ إلى الجُمعَةُ»، أي: صَلاةُ الجمُعَةِ إلى الجُمعَةِ التي تَليها، «ورمضانُ إلى رمَضانَ»، أي: وصيامُ رمضانَ إلى رمَضانَ الذي يَليهِ، كلُّ هؤلاءِ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتُنبَتِ الكَبائرُ، أي: مُكفِّراتٌ لصَغائرِ الذُّنوبِ والآثامِ، وإنَّما للكَبائرِ في تَكفي.رِها شأنٌ آخَرُ، ألا وهو التَّوبةُ، و«الكَبائِرُ» المقصودُ بها الذُّنوبُ العَظيمةُ، وهي كلُّ ذَنبٍ أُطْلِقَ عليه- في القُرآنِ، أو السُّنَّةِ الصَّحيحةِ، أو الإجماع- أنَّه كَبيرةٌ، أو أنَّه ذنبٌ عَظيم، أو أُخْبِر فيه بشِدَّةِ العق.ابِ، أو كانَ فيه حَدٌّ، أو شُدِّدَ النَّكيرُ على فاعلِه، أو ورَد فيه لَعْ.نُ فاعلِه. وقيل: الكبائِرُ هي كلُّ فِعلٍ قَبيحٍ شَدَّدَ الشَّرْعُ في النَّهيِ عنه، وأعْظَمَ أمْرَه.
وفي الحَديثِ: بيانٌ لسَعةِ رحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وتَفضُّله بالمغفرةِ وإعْطاء الأجْرِ العظيمِ على العَملِ القَليلِ.